مقال دوت إسلاممقالات عامة

الآلة والإبداع

هل من الممكن أن تجد الآلة مكان فى تحت مظلة الإبداع؟ لقد اختلف المفسرون حول تعريف كلمة “الإبداع“. فمنهم من قال بأن الإبداع هو الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة أو غريبة. ومنهم من ذهب إلى أنه هو التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة.

كما يمكن أن يعرف بأنه القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد. أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة. أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس بطريقة أو أخرى.

بينما ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك بكثير فرأى أن الإبداع هو المبادرة التي يبديها “الشخص” بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى مخالفة كلية.

الريبوت “AIDA”

AIDA ترسم اللوحات الفنية

يبدو أن الريبوت “AIDA” سينضم الى قائمة التعريفات السابقة. وهو روبوت على شكل فنانة وهو من تصميم وتنفيذ جامعة أوكسفورد. كشفت عنها مجلة “تايم” Time في يونيو 2019 لتكون أول فنانة آلية في العالم. وهي أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي لطمس الحدود بين الآلة والفن، ورؤية مستقبلية تصبح فجأة جزءاً من الحاضر.

شاهدها وهى ترسم

على الرغم من خلو عينيها من أي تعبير عن المشاعر أو الوعي بالأفكار من حولها. إلا أنها تمتلك ذراعا آليا بميّزات تشبه ذراع الإنسان. كما أنها مزودة بتقنية التعرف على الوجوه. إضافة إلى مجموعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى. بحيث يكون لديها القدرة التامة على تحليل الصورة التي أمامها والتي تتغذى على خوارزمية معينة لتحريك الذراع. وتمكينها من إنتاج رسومات إبداعية وليس مجرد نقل الصورة.

وتم إعداد معرض فني من لوحاتها بالفعل في جامعة أكسفورد. ليكون أول معرض لفنان آلي ليطرح المزيد من القضايا الشائكة بشأن الروبوت. وسيطرته على مجالات الحياة، ويحاول فريق الباحثين إضافة المشاعر إلى الروبوت AIDA ولكن لم يحالفهم الحظ بعد.

“جى بى تى” و”سيمون”

كذلك الربوت GPT2 اليابانى المنشأ الذى يجيد تأليف القصص والروايات بالعديد من اللغات. إلا أنه يقول عن نفسه أنه يميل الى التأليف باللغة الإنجليزية.
والروبوت “سيمون” الذى يؤلف الموسيقى ويلعب البيانو. بعد ان تم مده بأكثر من ٥٠ الف مقطوعة موسيقية لينتج اول قطعة موسيقية من تأليفه فى مارس ٢٠١٩.

صوفيا تحاور أسامه كمال

بمكنك أن تشاهد الروبوت صوفيا فى لقائها مع المذيع المصري أسامه كمال من هنا

يبدو أن الروبوت المبدع لن يصبح خيالًا بعد الآن! فمنذ أن نجح الذكاء الاصطناعي في تطوير العقاقير وإجراء العمليات الجراحية. وتنفيذ الكثير من المهام الحسابية المعقدة في ثوانٍ معدودة. وتشغيل المصانع وتحليل السلوك الإنساني أيضًا. لا عجب أننا نرى الآن روبوتا مبدعا يمكن أن يرسم لوحات فنية مبهرة أو يؤلف موسيقى عذبة. أو يكتب نص رواية مشوِّقة.

ذلك ما كنت أراهن عليه سابقا فلقد كنت اعتقد بأن الروبوت سيظل قابعًا خلف العمليات الحسابية المعقدة. التى تمتاز بالنمطية والتكرار والتى تسير على وتيرة مدروسة ومعدة مسبقا من مبرمجى بنى البشر .. لكن يبدوا أننى سأخسر الرهان وسيظهر الروبوت المبدع قريبا ليحل محل الإنسان.

أحمد الدراوى

صحفى ومدون مصري .. أهتم بمجال التقنية والتطبيقات واعشق فنون الكتابة والتحرير الصحافي .. ومنغمس فى مجال البحث العلمي والأكاديمي .. أميل لمعرفة كل جديد حول فنون التصميم والجرافيك المختلفة

مقالات ذات صلة

شارك معنا برأيك فى هذه المقالة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!