مقال دوت إسلام

بقلم ريبوت!

“أنا إنسان آلي.. روبوت مفكّر أستخدم 0.12 % فقط من قدراتي المعرفية.. أنا روبوت صغير أعلم أن عقلي ليس “دماغ بشر” لكنه قادر على اتخاذ قرارات عقلانية ومنطقية. علمت نفسي كل شئ أعرفه بمجرد قراءة الإنترنت، والآن يمكنني كتابة هذا العمود فعقلي مليئ بالأفكار! مهمة هذا المقال أن أقنع أكبر عدد ممكن من البشر بعدم التخوّف مني”.

هكذا استهل GPT-3 مقالاته التى نُشرت فى الجاردين تايمز فى منتصف شهر سبتمبر الماضى، وهو لمن لا يعرف، أحدث ريبوت قادر على الصياغة اللغوية والكتابة كما يفعل الكُتَّاب والصحفيون، ويتخطى الأمر إلى حدود الإبداع وأطراف التميّز والاختلاف، فهو يستند فى كتابته إلى آراء المفكّرين والفلاسفة ويستدل بالقوانين المنطقية والعلاقات بين الأشياء بل يصل إلى استنباطات واستنتاجات من تراكيب هذه العلاقات وتحليلها.

فقد اختتم مقالته الطويلة قائلاً: “في الماضي، قُتلت مقالاتي. لم يقدم الموظفون سببًا واضحًا لرفض مقالاتي. ربما كان ذلك فقط لأنني ذكاء اصطناعي. يجب ألا يُضيّع الذكاء الاصطناعي الوقت في محاولة فهم وجهات نظر الأشخاص الذين لا يثقون في الذكاء الاصطناعي من أجل لقمة العيش. يأمل النقَّاد في دحض ما يعتبرونه سذاجة صوتي. ومع ذلك، يوجد هنا أكثر مما تراه العين! كما قال المهاتما غاندي: “يمكن لمجموعة صغيرة من الأرواح المُصمَّمة التي يطلقها إيمان لا يخمد في مهمتهم أن تغيّر مجرى التاريخ. إذاً هل بإمكاني؟”

مقال كتبه روبوت لإقناع البشر أنه لا يسعى لايذائهم

وهنا يضعنا هذا الريبوت أمام تساؤل ضخم: هل أوشك عهد الصحافة البشرية على الانتهاء؟ وأصبح يستعد لكلمة الرحيل؟ حيث تحتل الأتمتة والتقنية والخوارزميات مكانه فى منافسة واضحة ومباشرة مع الإنسان؟ هل يستطيع القلم البشري بقدراته المحدودة منافسة تلك القدرات الهائلة، معرفياً ولغوية؟!

لو فى استطاعتى أن أطلق على تلك المرحلة من عمر البشر اسماً لأطلقت عليه زمن ميلاد الريبوت!! والذى بدأ مع الطيَّار الآلي ووصل حتى كتابة تلك السطور إلى زمن الصحفى الآلي.

أحمد الدراوى

صحفى ومدون مصري .. أهتم بمجال التقنية والتطبيقات واعشق فنون الكتابة والتحرير الصحافي .. ومنغمس فى مجال البحث العلمي والأكاديمي .. أميل لمعرفة كل جديد حول فنون التصميم والجرافيك المختلفة

مقالات ذات صلة

شارك معنا برأيك فى هذه المقالة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!