الاكتناز الرقمي، هو داء الإمتلاك المفرط ورفض حذف المواد الإلكترونية والبيانات الرقمية التي لم يعد لها فائدة للمستخدم، أو التردد حيال حذفها، مما يولد شعورا بالتوتر والقلق.
حيث ظهر مصطلح “الاكتناز الرقمي” لأول مرة عام 2015 في ورقة بحثية عن رجل هولندي يلتقط آلاف الصور الرقمية يوميا ويقضي ساعات طويلة في تعديلها على الكمبيوتر، ويذكر القائمون على الدراسة التي نشرتها Human and Social Sciences إنه “لم يستفد من تلك الصور البتة ولم يطّلع عليها، لكنه كان مقتنعاً بأنه لا بد من أن يكون لها نفع في المستقبل" لم يميز الأطباء داء الاكتناز الرقمي عن الوسواس القهري عموماً إلا في عام 2013.
عند سؤال المصابين بداء التخزين عما يمنعهم من التخلص من تلك الأدوات، تجدهم يقولون إنهم قد يجدون فيها نفعًا ما بالمستقبل، تمامًا كما يقول من يعانون من الشيء ذاته بخصوص بريدهم الإلكتروني في العمل”. ومن الأضرار التي يحدثها هذا التخزين أنه يمنع الأشخاص من اتخاذ القرار ويمنحهم شعورًا بالتبلّد والحزن والضيق سواء أدركوا ذلك أم لا ومع ازدياد سعة التخزين في أجهزتنا عند كل تحديث، وانخفاض تكلفة الاحتفاظ بملفات في سُحب التخزين الإلكترونية، قد لا يبدو الاحتفاظ بآلاف الرسائل والصور والوثائق الإلكترونية وغيرها من المتعلقات الرقمية مشكلة.
ولكنه قد يتحول إلى مرض حقيقي , إن لم نملك الرغبة في إزالة مالا يلزم منها , وقد أظهرت نتائج دراسة أقيمت مؤخراً أن الرسائل لإلكترونية تمثل مشكلة حقيقية ، إذ أن الأشخاص يحتفظون في المتوسط بـ102 رسالة غير مقروءة و331 رسالة مقروءة ببريدهم الإلكتروني.
أما عن سبب اكتناز الملفات الرقمية ورفض التخلص منها، فقد أشارت هيئة الإذاعة البريطانية BBC في تقرير لها إلى دراسة بحثية عن داء التخزين الرقمي وأوجه التشابه بينه وبين داء تخزين الأشياء المعروف والشائع. وكان 45 شخصاً ممّن شملتهم الدراسة قد عدّدوا أسبابهم التي تمنعهم من التخلص من الملفات الرقمية من صور ورسائل إلكترونية وما إلى ذلك.
من هذه الأسباب: التكاسل في حذف الملفات القديمة، أو الاعتقاد أنها قد تكون مفيدة في المستقبل، أو خشية التضرر من حذف ملف ما لاحقًا، أو حتى استعمال بعض هذه الملفات كسلاح ضد بعض الأشخاص.