الوصايا التسع


وكأن الله من فوق سبع سماوات - وهو من أحاط بكل شيء علما - .. أراد أن يقينا شر فتن مواقع التواصل الاجتماعى مجتمعة .. فأتى بتسع وصايا فى سورة الحجرات جامعة شاملة مانعة .. من جعلها نصب عينيه كانت له نورًا وبرهانا من فتن الانترنت ومضار مواقع التواصل الاجتماعى على اختلاف أنواعها .. ولنأخذهم بالترتيب فللترتيب حكمة

"وأقسطوا – فأصلحوا - فتبينوا – لا يسخر – ولا تلمزوا – ولا تنابزوا – لا يغتب – لا تجسسوا – اجتنبوا كثيرا من الظن"

أكاد أجزم بأن أغلب مشاكل مواقع التواصل ستحل أن التزمنا بتلك الوصايا التسع وهى الأوامر والنواهى التى أوردها الشارع الحكيم فى سورة الحجرات فالقسط وهو أول تلك الأومر أى العدل ويعبر به عن العدالة كما يعبر عنها بالميزان .. أن تزن وتعى كل كلمة ستشاركها عبر تلك الصفحات وأن تمررها على ميزان حساس يزن بين الطيب والخبيث .. ولأن مواقع التواصل تجمع عادة بين الأشباه وتولد دون قصد التحالفات .. التى تتبيانن فى وجهات النظر .. وتختلف .. فتظهر الصراعات والمشادات والمشاحنات فكانت الوصية الثانية "فأصلحوا" ولكى تستطيع أن تقوم بذام الدور وجب عليك أن تستوضح الأمور وتستوعبها فجاء أمره جل شأنه "فتبينوا" ولا تتناقلوا الاخبار والمعلومات دون تدقيق ولا تمحيص وبعد أن تتبين فلا تجعل يقينك وتبينك يصيبك بنوعاً من التعالى عند إدراكك أنك – من وجهة نظرك – على صواب فتنجرف إلى التلك الهوة السحيقة وهى السخرية والتسفيه من آراء غيرك فقال "لا يسخر" .. ولأن السخرية قد تجرك إلى اللمز والتنابز فأوصانا بأمره "لا تلمزوا أنفسكم" و "لا تنابزوا بالألقاب" وتلك الأمراض قد تجرنا إلى الغيبة والنميمة فأمرنا بـ "لا يغتب بعضكم بعض" .. فمن وقع فى غي الغيبة .. سعى إلى الاستخبار والتتبع فيقع فى جريمة التجسس فقال "ولا تجسسوا"  وجاء فى خواتيم السورة أمرا شاملاً مانعاً بالبعد عن الظن والابداع فى قوله اجتنبوا .. فقد فسر ابن كثير الظن المنهى عنه بالتهمة والتخون للناس فى غير محلة وذكر قول عمر رضى الله عنه :"لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً، وأنت تجد لها فى الخير محملاً" وقال النووى فى شرح مسلم عند شرح الحديث: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث.